الورق الإلكتروني تكنولوجيا جديدة ومستقبل واعد

تحديات استخدام الورق التقليدي

إن للأوراق العادية نكهة خاصة تميزها عن غيرها من الوسائل، فالكثير منا يفضل استخدام الأوراق والكتب والصحف الورقية، ويشعر بأن فيها شعور مختلف لا يمكن أن توفره أي وسيلة آخرى.

لقد بقي الورق لعقود طويلة من الزمن دون وجود منافس له، ومع كثرة توفره واستخداماته أصبحنا ننسى تأثيره السلبي الكبير على البيئة.


تسهم عملية إنتاج الورق في تدمير الغابات بشكل كبير، فحوالي 40% من تجارة الأخشاب المقطوعة حول العالم تستخدم في صناعة الورق . كما  أن عملية انتاج الورق تستهلك كميات كبيرة من الماء وتُسهم في إطلاق موادٍ تلوث المياه. وتبعث أيضًا كميات كبيرة من الغازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) التي تشكل العامل الرئيسي في تغير المناخ العالمي.  وتعتبر صناعة الورق رابع أكبر مسبب للغازات الدفيئة المنبعثة عن الصناعات. وعند تحلل الورق فإنه يبعث غاز الميثان (وهو احد غازات الدفيئة) ويطلق أيضًا ثاني أكسيد الكربون عند إحراقه أو تحلله في التربة. وعلى اعتبارأن 80% من مخلفات المكاتب هي من الورق وأن غالبيتها تذهب إلى مكبّات النفايات يصبح من السهل علينا أن ندرك كمية الهدر في المصادر والأموال والوقت عندما تُحرق في تلك المكبّات.

الورق الإلكتروني ... تكنولوجيا المستقبل 

سمكه أقل من ميكرومتر، قابل للانحناء،  والأجمل من هذا كله أنه لا يحتاج إلا لطاقة أقل عشر مرات من الطاقة الخاصة بألواح كيندل (Kindle tablets). نحن نتحدث هنا عن الورق الإلكتروني الجديد الذي طوره باحثون في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا. في الواقع، تمكن هؤلاء الباحثون من تطوير الأساس للورق الإلكتروني الجديد، وذلك طبقًا للنتائج التي شملتها ورقة  بحثية نشرت مؤخرًا .
ليست مضاءًا مثل شاشات العرض والتلفاز التقليدية، وإنما يعكس الضوء الخارجي، مما يؤدي إلى إنارته. هل يمكنك قراءة ورقة كتاب في غرفة مظلمة؟ بالطبع لا. هل يمكنك مشاهدة التلفاز في غرفة مظلمة؟ بالطبع نعم. الورقة الإلكترونية الجديدة هي ورق وليس شاشة تلفاز، وبالتالي تحتاج إلى وجود الضوء حتى يمكن رؤية ما عليها.

مبدأ عمل الورق الإلكتروني


الورق الإلكتروني يعتمد في الأساس على وجود جسيمات صغيرة معلقة داخل سوائل عازلة للكهرباء. حيث يحتوي الورق على طبقتين، الطبقة السفلية تتكون من الأقطاب الكهربائية، أما العلوية فتكون من البلاستيك أو الزجاج أو أي مادة آخرى للعرض عليها، تحتوي الطبقتان داخلهما على ما يسمى بالحبر الإلكتروني.

الحبر الإلكتروني يحتوي على السائل العازل الذي يتم اختياره بحيث يكون شفاف، وذلك لمراقبة حركة الجسيمات كما يحتوي على الجسيمات المشحونة الموجودة داخل السائل. وفي أبسط الحالات يتم العرض باللونين الأبيض والأسود، وحاليًا لا نحتاج سوى لنوعين من الجسيمات بحيث تكون جسيمات موجبة من اللون الأبيض بينما الآخرى سالبة من اللون الأسود. وقد تم اختيار مادة الكربون الأسود للجسيمات السالبة ذات اللون الأسود، كما تم اختيار ثاني أكسيد التيتانوم للجسيمات الموجبة ذات اللون الأبيض.

أما عن خصائص تلك الأوراق فهي تشبه بشكل كبير الورق التقليدي واستهلاكها للطاقة قليل جدًا كما أنها رقيقة جدًا ويمكن تضمين رسومات من خلالها وتعطي المشاهد شعور وتجربة القراءة من الورق في حين أن لديها قوة كبيرة في المعلومات القابلة للتحديث ولديها زاوية عرض واسعة.

وتتميز تلك الورقة بخفة وزنها وشكلها غير التقليدي وأنها رقيقة وغير هشة كما أن لديها القدرة على الانحناء والثني والطي واللف وقابلة للحمل، ويمكن أن تتشكل بأي شكل نريده وعلاوة على ذلك فهي تلغي فكرة الحاجة إلى بطارية.

ونضيف إلى ذلك أنها مريحة للعين وسهلة القراءة، فهي تعكس اللون الأبيض تمامًا كالورق العادي وذلك خلافًا لشاشات العرض الآخرى التي تعطي إضاءة خلفية.


تعليقات